الجمعة، 18 ديسمبر 2009

الرحيل الأبدي



(1430هـ)
قلم: زيزي

لقد صعد كل شيء على هذه السفينة الراحلة .. لقد حُمِلَتْ بكل شيء .. بكل عمل .. لقد رحلت و على متنها حوادث مؤلمة و مفرحة.. و أحزان و أفراح .. و سيئات و حسنات .. و نعم و نقم .. و كوارث و رحمات .. و رضا و سخط .. و ضحك و بكاء .. و أناس فجعتهم الخطوب .. و آخرون أسكتتهم ظلمت اللحود .. لقد مضت تلك السفينة بخيرها و شرها .. و رحلت إلى الأبد .. حيث لا نستطيع إرجاعها .. لقد أسلفت كما أسلفت سفن الحياة من قبلها.. و لم تترك شيء سوى الذكرى

..
ترى هل سألنا أنفسنا !! ما الذي حملناه لتلك السفينة الفانية و هل خيرنا فيها يطغى على شرنا أو العكس .. و ماذا أعددنا من العدة و العتاد لتحملها السفينة القادمة .. و هل سنكون ممن يكونوا على متنها أم فقط ستحمل أعمالنا بخيرها و شرها .. و تفنى


لكن يجب أن نعلم أننا إن لم نُحْمَل على سفينة اليوم سنُحْمَل على سفن الغد .. فأرجوا أن نستعد لتلك الرحلة التي ستأخذنا إلى المصير الذي لا مفر منه .. إما إلى السعادة الأبدية وإما الشقاء الأبدي .. و أن نؤمن بأن هذه هي طبيعة الحياة .. فلنعد العدة ليوم الرحيل.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الأهداف وتحقيق النجاح ...


د. عبد الله الشمراني


أغلبنا يسعى لتحقيق أهدافه بشكل يفتقر إلى المواظبة. إن الشخص الذي يحقق النجاح في الحياة هو الذي يضع هدفه نصب عينيه بصفة مستمرة، ويتجه إليه بلا انحراف .
وللحديث عن الأهداف وسبل تحقيها عدة محاور، لعلني أتحدث هنا عن جوانب رئيسة بهذا الخصوص وبشكل مختصر؛ حتى لا يطول الكلام وينسي بعضه بعضاً فأقول:

هناك ثلاثة أنواع من الأهداف يجب مراعاتها عند تخطيط الأهداف، وهي:
  1. أهداف قصيرة المدى: وهذه الأهداف يمكن إنجازها خلال أيام أو عدة أسابيع أو حتى شهر أو شهرين .
  2. أهداف متوسطة المدى: وهي تلك التي يمكن تحقيقها خلال ستة أشهر أو سنة أو سنتين.
  3. أهداف طويلة المدى: وهي ما يُعرف بالأهداف الاستراتيجية، ويمكن تحقيها في سنوات تصل حتى خمسين سنة، أو أطول حسب نوعية الهدف.

    وقد أثبتت الدراسات أن الأهداف القصيرة والمتوسطة إذا وُضع لها خطة محكمة فقد تتحقق بنسبة 80%، أما الأهداف طويلة المدى إذا وُضعت لها الخطط الجيدة فقد تتحقق بنسبة نجاح تصل إلى 150%.
    ومعلوم أن الأهداف القصيرة تحقق الأهداف المتوسطة والأهداف المتوسطة تحقق الأهداف الطويلة المدى.
    والجدير بالذكر أن الهدف يظل أمنية ما لم يُكتب.. قد يتحقق وقد لا يتحقق، أما إذا كُتب فسيتحقق بإذن الله؛ لأنك متى ما حددت هدفك ووضعت له خطة لتحقيقه فلاشك أنه سيصبح واضحاً في ذهنك، وكلما وضحت الصورة في الذهن كان تحقيقها أيسر وأسهل؛ لأنك تتجه إليه وفق خطة مرسومة، من الصعب الانحراف عنها ما دام أنها مرسومة؛ فهي أشبه ما تكون بالمخطط الذي تضعه للمنزل الذي تودّ عمارته .


عوامل تحقيق الهدف :

  1. الرغبة: لا بد أن يكون لديك رغبة في إنجاز هذا العمل؛ لأن العمل بدون رغبة سرعان ما يتلاشى، ولا يمكن أن نحقق الأهداف التي نطمح إليها .
  2. الخطة: لا بد أن يكون لديك خطة لإنجاز أعمالك؛ فالعمل بلا خطة مهما كان صغيراً كبناء المنزل بدون مخطط.. فقل لي بربك: كيف سيكون البناء (فقط جرب أن تضع لك خطة لإنجاز عمل، ولو كان بسيطاً)، وأنت ستعرف الفرق، وأقول لك: إنك ستنجزه في أقل من نصف الوقت الذي كنت ستنجزه فيه بدون خطة .
  3. التطبيق: إذا كان لديك خطة فطبقها، واتبع خطواتها، وإياك والعجلة؛ فستشعر أن لديك المزيد من الوقت، ولكن التزم بخطتك حتى لا تكلّ وتملّ .
  4. العزيمة: حينما تبدأ التطبيق فليكن لديك عزيمة صادقة؛ فهي الوقود الذي يساعدك على تحمل الصعاب، ولا تكن سريع الملل؛ فالأشياء تبدأ صغيرة، ولكنها مع الأيام تكبر وتكبر .
  5. الإنجاز: اهتم بالإنجاز، ولا تقلل من أهميته؛ فقد تعمل الساعات الطوال، ولكن دون إنجاز؛ فأعد النظر فيما تقوم به، وللأسف أن البعض يعتقد أنه إذا كان مشغولاً فإنه منجز، وهذا ليس بصحيح.. الصحيح أن تقوّم عملك، وتعرف: هل أنت منجز أم لا؟!

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

لماذا تبسمك صدقة؟؟؟!!



(وتبسمك في وجه أخيك صدقة) هذا ما قاله النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، وهذا ما تكشف عنه الأبحاث الجديدة، لنقرأ......
قام علماء بدراسة تأثير الابتسامة على الآخرين، فوجدوا أن الابتسامة تحمل معلومات قوية تستطيع التأثير على العقل الباطن للإنسان!
لقد وجدوا أن لكل إنسان ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، وأن كل ابتسامة تحمل تأثيرات مختلفة أيضاً، وعندما قاموا بتصوير هذه الابتسامات وعرضها بشكل بطيء وجدوا حركات محددة للوجه ترافق الابتسامة، وأن الإنسان نفسه قد يكون له أكثر من نوع من الابتسامة، وذلك حسب الحالة النفسية وحسب الحديث الذي يتكلمه والأشخاص الذين أمامه..


ومن النتائج المهمة لمثل هذه الأبحاث أن العلماء يتحدثون عن عطاء يمكن أن تقدمه للآخرين من خلال الابتسامة، فالابتسامة تفوق العطاء المادي لعدة أسباب:



  1. يمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور لقلب الآخرين، وهذا نوع من أنواع العطاء بل قد يكون أهمها. لأن الدراسات بينت أن حاجة الإنسان للسرور والفرح ربما تكون أهم من حاجته أحياناً للطعام والشراب، وأن السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب.


  2. من خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين، لأن الكلمات المحملة بابتسامة يكون لها تأثير أكبر على الدماغ حيث بينت أجهزة المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي أن تأثير العبارة يختلف كثيراً إذا كانت محملة بابتسامة. مع أن العبارة ذاتها إلا أن المناطق التي تثيرها في الدماغ تختلف حسب نوع الابتسامة التي ترافق هذه المعلومة أو هذه العبارة.


  3. بابتسامة لطيفة يمكنك أن تبعد جو التوتر الذي يخيم على موقف ما، وهذا ما لا يستطيع المال فعله، وهنا نجد أن الابتسامة أهم من المال، ولذلك فإن اقل ما تقدمه للآخرين هو صدقة الابتسامة.


  4. الابتسامة والشفاء: لاحظ كثير من الأطباء تأثير الابتسامة في الشفاء، وبالتالي بدأ بعض الباحثين بالتصريح بأن ابتسامة الطبيب تعتبر جزءاً من العلاج! إذن عندما تقدم ابتسامة لصديقك أو زوجتك أو جارك إنما تقدم له وصفة مجانية للشفاء من دون أن تشعر، وهذا نوع من أنواع العطاء.

من أجل هذه الأسباب وغيرها فإن الابتسامة هي نوع من أنواع العطاء والصدقة والكرم، والآن عزيزي القارئ هل علمت الآن لماذا قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)!!

السبت، 12 ديسمبر 2009

التفاؤل من أجل عمر أطول وسعادة أكثر!!



الآن بدأ الغرب يدرك أسرار التفاؤل وفوائده الطبية والنفسية وبخاصة للمرأة، مع العلم أن الإسلام أمر بالتفاؤل قبل أربعة عشر قرناً... فسبحان الله! ....
المرأة المتفائلة أطول عمراً ...
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن المرأة التي تنظر إلى الحياة بتفاؤل تعيش عمراً أطول من نظيرتها المتشائمة وتتمتع بصحة وعافية أكثر منها. وأوضح معدّو الدراسة أن المرأة التي تنظر إلى النصف المليء وليس الفارغ من الكأس يمتّد بها العمر ويخفّ معدّل إصابتها بأمراض القلب والوفاة لأي سبب كان على عكس نظيرتها التي ترى أن الكأس غير ممتلئ بالكامل.
ووجدت الدراسة -التي نقلها موقع livescience.com ونشرتها مجلة سيركيولايشن- أن النساء العدائيات اللواتي ينظرن بسخرية إلى الآخرين ولا يثقن بهم يواجهن خطر الموت قبل الأوان.
وخلصت الدراسة إلى أن المرأة المتفائلة يقل احتمال إصابتها بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكولسترول أو الكآبة على عكس نظيرتها التي قد تصاب بمعظم هذه الأمراض مما يؤدي إلى الوفاة.
وقالت الدكتورة هيلاري تنديل من جامعة بطرسبورغ: إنها عبر هذه الدراسة تريد من الناس أن يكونوا أقل سلبية بشكل عام، مشيرة إلى أن معظم الأدلة تشير إلى أن ازدياد السلبية يشكل خطراً كبيراً على الصحة.
وشملت الدراسة -التي ركزت على التأثير السلبي للنظرة العدائية للنساء وللتشاؤم والتفاؤل على الصحة أكثر من 97000 امرأة بلغن سن اليأس، وتتراوح أعمارهن بين 50 و79 سنة، وكن غير مصابات بالسرطان أو الأمراض القلبية الوعائية عند البدء في الدراسة.
وخضعت النساء لاختبار التوجه نحو الحياة وطلب منهن ملء استمارات عن نظرتهن إلى الحياة لمعرفة ما إن كنّ متفائلات أو متشائمات وكان مقياس التفاؤل هو حصول الواحدة منهن على 26 نقطة وما فوق والتشاؤم الحصول على أقل من 22 نقطة.
وقال الباحثون إن المرأة التي تجيب على أسئلة من بينها: "عندما تكون الأمور غير واضحة أمامي أتوقع حصول أفضل الأشياء لي" تكون متفائلة، ولكن إذا قالت "إذا كانت الأمور ستكون سيئة فلا شيء سوف يوقفها" فهي متشائمة.
ماذا عن تعاليم الإسلام؟

أيها الأحبة! عندما أقرأ مثل هذه الدراسات لا أملك إلا أن أقول: سبحان الله! فما من شيء يفيد الإنسان إلا وأمر الإسلام به، وما من شيء يضر الإنسان إلا نهى الله عنه. فالتفاؤل سنَّة نبوية مؤكدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التفاؤل ويعجبه الفأل الحسن. وكان دائماً يستبشر بالخير لأن الله أمره بذلك.
ومع أن الدراسة السابقة أُجريت على النساء إلا أن نتائجها تنطبق على الرجال حسب دراسات أخرى سابقة لها. فقد ثبُت أن الرجل المتفائل يتمتع بصحة أفضل من الرجل المتشائم. ولو تأملنا القرآن الكريم نجد آية عظيمة طالما تذكَّرتُها وقرأتُها في مواقف عديدة، فهي شفاء وعلاج بل وتساعد على الرضا بالواقع والنظر إلى كل شيء بتفاؤل، وهي وقوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].
فهذه الآية هي وسيلة عمليَّة تمنحك التفاؤل حتى لو كنتَ في أصعب المواقف، فمهما أصابك من شر ومصائب فإنك بمجرد أن تستحضر هذه الآية وتعلم أن كل شيء بيد الله وأن هذا الشر ربما يكون خيراً لك في المستقبل، عندها تكون في أعلى مستويات التفاؤل، وهذا ما كان النبي عليه وأصحابه.
وقد اهتم الإسلام بالمرأة ففي القرآن سورة كاملة خصصها الله للنساء وهي سورة النساء، ونجد فيها قوله عز وجل: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19]. فهذه وصية للرجال بأن يستوصوا بالنساء خيراً ويعاملوهن معاملة كريمة حتى لو صدر منهن شيئاً يكرهونه، فلا يجوز للرجل أن يؤذي المرأة أو ينتقص من شأنها.
إن هذه الآية تساهم بشكل كبير في رفع مستوى التفاؤل لدى المرأة. وذلك من خلال احترام الرجل لها، فنحن المسلمون لدينا أمر إلهي بأن نعاشر النساء بالمعروف، وليدنا وصية نبوية بأن نستوصي بالنساء خيراً، ولذلك الذي يميزنا عن بقية الأمم أننا عندما نعامل النساء معاملة كريمة نكسب الأجر على ذلك، أي أن المعاشرة بالتي هي أحسن هي جزء من عبادتنا لله تعالى.
فالمرأة في الغرب تُصاب بأعلى مستويات الاكتئاب والتشاؤم بسبب العنف المنزلي والإساءة التي تتعرض لها من الرجل، وربما نعجب إذا علمنا بأنه في أمريكا وهي أكثر الدول تقدماً، هناك حادثة اعتداء جسدي يقع على المرأة في كل دقيقة (حسب آخر الإحصائيات للأمم المتحدة)... فتصوروا كيف أن التطور العلمي لم يمنحهم المعاملة الكريمة للمرأة، على عكس الإسلام الذي يأمر بذلك!