قلم . زيزي
في صبيحة هذا اليوم كورت شمسك و تحول النهار إلى ليل أمامها و أسود كل شي حولها .. ذبلة الزهرة الزاهية .. و انقضى ربيعها ..
بالإمس القريب نامت بجانبك و أنت في أحضانها لا تكاد تفارقها حتى بعد نومك و نومها و هي ترضعك حنانها و تغذيك من شراينها و أحشاءها و هي سعيدة تطلب راحتك بذلك .. و هاهي يد القدر تنتزعك اليوم من مخبئك .. من بين أحضانها ..
لقد أسهرت ليلها .. و شغلت مضجعها .. و ملكت عليها وجدانها و شعورها ..
لقد كان لها قبل اليوم عمل يؤنسها و يجلب السعادة إلى قلبها و يريح بالها ... كانت تأنس بالعناية بك و تنظيفك و إعداد الطعام لك .. كان كل همها أن تراك محلقاً بأجنحة الأمان التي تخيطها وتصنعها لك إلى عالم السعادة و السعداء ..أما اليوم فلا هذا و لا ذاك .. حرمت من ذلك العمل التي سعدت به طوال فترة قربك منها .. فقد كنت أنت بطل قصتها التي حاكتها الأيام على جلدة حياتها .. فلقد أنقضت سعادتها و فرحتها مع نهاية تلك القصة بسب رحيل البطل ..
فاليوم ليس لها أم تحنو عليها و تكفكف مدامعها .. التي غرقت في بحرها .. و لا أخت تواسيها .. لا أبا يعطف عليها و يحزن لحزنها و يفرح لفرحها ..
آه .. آه ..
آه من هذه الدنيا الدنيئة .. اليوم وبعد أن فجعت برحيلك .. ترى ! كيف ستقضي يومها.. بل كيف ستنام وهي ترى ألعابك المتناثرة هنا و هناك أو ملابسك التي غسلتها قبل رحيلك و التي لا تزال منشورة على حبل وريدها .. ترى ! كيف ستنام اليوم و قد انقطع عنها صوت ضحكاتك و بكائك و حديثك البريء .. من ستداعب اليوم ؟! من سترضع اليوم ؟! ها قد رحلت أنت و تركتها و حيدة تداعب مدامعها المتناثرة كحبات المطر .. و ترضع الليل همومها و آلامها التي لا تزال تساورها و تترسم مواضع أقدامها .. فرحماك يارب بضعيفة فقدت و ليدها و أخلف لها خيراً مما أخذت منها و أعد إليها ابتسامتها المشرقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق